الحناء غير الطبيعية تسبب السرطان
وشم الحناء، الذي صار شائعا في أوساط المصيفين أثناء سفرهم عبر آسيا والشرق الأوسط، له علاقة بارتفاع معدلات الإصابة بما يعرف بسرطان أو ابيضاض الدم.
فقد اكتشف باحثون في منطقة الخليج حوادث أعلى بكثير من المعتاد لأنواع من سرطان الدم في النساء المحليات، وفي أماكن أخرى، معظم المصابين فيها من الرجال.
ويرون أن أحد الأسباب المحتملة يمكن أن يكون العادة المحلية الشائعة باستخدام الحناء لعمل زخارف مفصلة على الجلد.
ويعتقد الباحثون أن الحناء وحدها ليست هي المشكلة ولكن المركبات المستخدمة كمذيب لمسحوق الحناء. فالبنزين المعروف بأنه يسبب السرطان محظور استخدامه لهذا الغرض في كثير من الدول، لكنه رغم ذلك يستخدم على نطاق واسع.
وأشارت الدراسة التي أجراها فريق خبراء من مستشفيات بالإمارات أن أغلبية النساء بالإمارات يستخدمن الحناء لصبغ أظفارهن وأيديهن وأقدامهن ولتزيين مساحة كبيرة من الجلد على أذرعهن وسيقانهن بقصد التجمل. ونظرا لاقتصار الحناء على النساء فإن البنزين وأي مواد كيميائية أخرى مخلوطة بالحناء يمكن أن تكون عامل خطر محتمل.
وقد حذر العلماء منذ سنوات من أن بعض منتجات التجميل تحتوي على مضافات لها علاقة بالسرطان. وقد أصبحت الحناء شائعة لأن البعض يراها منتجا طبيعيا.
يُذكر أن نوعا شائعا من السائل المستخدم في إعطاء تأثير الحناء في المنتجعات السياحية حول العالم، أو ما يعرف بالحناء السوداء، هو في الحقيقة ليس مصنوعا من الحناء، وغالبا ما يحتوي على مادة تسمى “بارا فينيلينديامين” التي يمكن أن تسبب حساسيات وندوبا.
أما في الخليج، حيث ينظر لاستعمال الحناء على أنه شكل من الفن التجميلي، فتستخدم حناء حقيقية، لكن السلطات المحلية تقر أن العيادات غالبا ما تستخدم عجينة جاهزة مخلوطة بالبنزين.
كما كشفت الدراسة أن مرض “ابيضاض الدم النقوي الحاد” كان أكثر شيوعا بنسبة 93% بين نساء الإمارات منه في الرجال، وأعلى بـ63% من النساء الأجنبيات.
وقال متحدث باسم إدارة الأعمال في المملكة المتحدة إن استخدام البنزين كمذيب محظور لكل المنتجات الاستهلاكية في بريطانيا، وخاصة للاستخدام في مستحضرات التجميل بموجب تعليمات أوروبية.