بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وصية لا غنى عنها لكل مسلم
ولما لا؟
وهي وصية الله عز وجل للأولين والاخرين من خلقه
وهى وصية النبى صلى الله عليه وسلم لجميع الامة
وهى وصية السلف الصالح لبعضهم البعض.
نعم انها
تقوى الله عز وجل
فالتقوى هي الوصية الجامعة المانعة، والكلمة المختصرة البليغة، التي تغنيك عن المقالات، وتحيي في نفسك الكثير من المعاني والدلالات، فلست بحاجة معها إلى مزيد بيان، أو تفعيل خطاب، أو بلاغة قول.
فهى وصية الله عز وجل للأولين والاخرين من خلقه كما قال سبحانه وتعالى:
ولقد وصينا الذين اوتو الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله.
وهى وصية النبى صلى الله عيه وسلم لجميع الامة كما قال صلى الله عليه وسلم :
اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة .... الحديث
وهى وصية السلف الصالح لبعضهم البعض ،فها هو صديق الامة رضوان الله عليه يقول فى خطبه
" أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الإلحاح بالمسألة.
وكتب عمربن الخطاب رضى الله عنه الى احد اخوانه فقال له :
أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله -عز وجل- فانه من اتقاه وقاه، ومن اقرضه جزاه، ومن شكره زاده فاجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك.
وكتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- إلى رجل فقال :
" أوصيك بتقوى الله ، التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فان الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين.
وقال رجل لأحدهم: أوصني، فقال : " أوصيك بتقوى الله والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا وهم محسنون .
وقال آخر لطالب وصية: " اتق الله ، فمن اتقى الله فلا وحشة عليه .
ولما ولي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- خطب فقال بعد أن حمد الله أثنى عليه : " أوصيكم بتقوى الله -عز وجل- فإن تقوى الله خلف من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف .
واستعمل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- رجلاً على سرية ، فقال له : "أوصيك بتقوى الله، الذي لا بد لك من لقائه، ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة.
وكتب أحد الأولين من السلف الكرام إلى أحد إخوانه :
" أوصيك بتقوى الله، فإنها أكرم ما أسررت وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت، أعاننا الله وإياك عليها، وأوجب لنا ولك ثوابها.
والتقوى هى خير زاد، كما قال ربنا جل وعلا :وتزودوا فان خير الزاد التقوى.
ومعنى التقوى:اى ان يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وسخط الله وقاية تمنعه، هذه الوقاية هى فعل الطاعات واجتناب النواهى.
وامرنا ربنا جل وعلا ان نمتثل حق التقوى فقال سبحانه:
يا ايها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته.
قال ابن مسعود: وحق التقوى ان يطاع فلا يعصى ، وان يذكر فلا ينسى ، وان يشكر فلا يكفر.
ولجلال التقوى جعل الله عز وجل لمن حققها ثمرات غاليه منها:
1- الفرج من كل ضيق ، والرزق بغير حساب، قال تعالى : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
2- ان يجعل الله لك نورا وبصيرة تستطيع من خلالها التفريق والتمييز بين الحق والباطل ، ويغفر لك السيئات قال تعالى : يا ايها الذين ءامنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم.
3- ان يرزقك الله مفاتيح العلم ،قال تعالى : واتقوا الله ويعلمكم الله.
4- ان يحبك الله عز وجل ، وتأملها جيدا ،قال تعالى : والله يحب المتقين. هل استشعرت معنى ان الله يحبك؟
5- التقوى سبب لاكرام الله عز وجل ،قال تعالى : ان اكرمكم عند الله اتقاكم.
6- العاقبة لاهل التقوى،قال تعالى: والعاقبة للمتقين
7- التقوى سبب للنجاة من النار يوم القيامة، قال تعالى : ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا.
8- التقوى سبب لنزول البركات ، قال تعالى: ولو ان اهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاته من السماء والارض.
اسأل الله عز وجل ان يجعلنى واياكم من المتقين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته